
لنتعرف على مكرم عبيد باشا اولا
(25 أكتوبر 1889 – 5 يونيو 1961) سياسي ومحام ومفكر مصري، شغل منصب وزير المواصلات ثم وزير المالية في مصر في 3 وزارات، يعد أحد رموز الحركة الوطنية في مصر، حيث كان ضمن الوفد المصاحب لسعد زغلول باشا ونفي مع بقية الوفد إلى جزيرة مالطة وعادوا بعد ثورة 1919، ويعد من أبرز رموز حزب الوفد بعد تأسيسه عام 1918، وبعد وفاة سعد زغلول تولى منصب سكرتير لحزب الوفد وترشح لعضوية مجلس النواب حتى عام 1946، وأحد مفكري مصر في حقبة الأربعينيات والخمسينيات.
ولد مكرم عبيد في قنا في صعيد مصر عام 1889، درس القانون في جامعة أكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912، عمل سكرتيرا لصحيفة الوقائع المصرية ثم سكرتيرا خاصا للمستشار الإنجليزي اثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عمل في المحاماة واختير نقيباً للمحامين، وفي عام 1919م انضم إلى حزب الوفد، وفي عام 1928 عين وزيراً للمواصلات، وفي عام 1935 أصبح سكرتيرا عاما للوفد، وبعد معاهدة 1936 عُين مكرم عبيد وزيراً للمالية، وحصل على الباشوية، وشارك في الوزارات الثلاثة التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشي في عام 1946، وبعد خلافات دبت داخل حزب الوفد قرر الانفصال وتأسيس الكتلة الوفدية وقدم مكرم عريضة تضم مخالفات مالية في مجلس النواب تعرف ب«الكتاب الأسود»، لكن تسببت في عزله لاحقاً من مجلس النواب ثم اعتقاله.
كان مكرم عبيد خطيباً بارعاً، حيث ساهم في ذلك إتقانه الشديد للغة لعربية، يُعد مكرم عبيد أيضاً هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر ووضع الحد الأدنى للأجور وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل، وتوفي عام 1961.
..الحادثة الابرز في تاريخ القضاء الشرعي المصري :
تشاجر مواطن مصرى (مسلم) مع جاره (المسيحي) فسبّ المسلم دينَ المسيحي ، فرفع المسيحي قضية في المحكمة على المسلم واحضر شهودا على ذلك ومنهم مسلمون .
المتهم المسلم اختار المحامي المسيحي القبطي الشهير مكرم عبيد للدفاع عنه

،فوقف مكرم في المحكمة وقال : اطالب المحكمة بإسقاط الدعوى على موكّلي لأنها خرجت عن طور التقاضي حسب مادة الدستور المصري رقم 7553 الذي يستمد احكامه من الشريعة الاسلاميه.
فرد القاضي وماقرينتك على ذلك ؟
فقال مكرم : قال تعالى “إن الدّينَ عند الله الإسلام ” ولهذا لا يوجد دين مقدس آخر تمّت إهانته ، فالدين واحد وهو الإسلام وما دونه كفر .
فقال القاضي ضاحكا :وهل تؤمن بما تقول ؟
فرد مكرم قائلا : بل اخاطبك بما تؤمن به انت وبما هو موجود في الدستور المصري .
فضجّت القاعة بالتصفيق، وتم تبرئة المسلم وكانت من اشهر قضايا التاريخ المصري المعاصر !!!
قصة حقيقه ومحامي متمكن وشاطر!!

